جل الأغاني التي يعاد توزيعها تفقد رونقها و جماليتها الأصلية. التوزيع الجديد للأغاني القديمة يجعل منها تتماشى مع الإيقاع السريع المنتشر حاليا. و في كل الأحوال, تبقى الأغنية الأصلية هي المفظلة عندي. مثلا إعادة توزيع بعض أغاني أم كلثوم و عبد الحليم جعل منها أغاني إستهلاكية. أفظل ألف مرة الأغاني الأصلية لأنها الأصالة بعينها. و للناس فيما يعشقون مذاهب و كل حسب ذوقه

السؤال المطروح ما الهدف المنشود من وراء إعادة أغاني قديمة, و ناجحة؟ قد يكون الهدف تجاريا. لكن إدا كان التوزيع الجديد سيفقد هده الأغاني جادبيتها الأصلية, فهده خسارة و تعدي على الذوق الفني

السلام عليكم
الأخت فاطمة، أشاطرك الرأي في ما ذهبت إليه حول موضوع إعادة ترويج أغاني قديمة بتوزيع موسيقي جديد، فالأغنية تحمل قيمتها الحقيقية ارتباطا بالفترة التي بثت فيها لأول مرة و قد تشكل ذكريات و مواقف شخصية لأشخاص استمعوا إليها في تلك الفترة، و قد يؤرخون بها لفترات حزينة أو مفرحة من حيواتهم، إذ تصبح الأغنية ليس فقط مرتبطة بمبدعيها و إنما يتقاسم معهم المستمع ملكيتها، أنا مع الأغنية التي تحمل سمات و عبق الفترة التي أبدعت فيها، إذ أنه لكل عصر جمالياته و تصورات مبدعيه، فلندع القديم مقدسا و لنبدع الجديد و نوزعه موسيقيا استعانة بالوسائل التكنولوجية الحديثة،و لنستفد من أخطاء الماضي لنصنع ابداعات بها أقل قدر ممكن من الزلات و العلل
و الله أعلم

لقد استمعت في اليومين الأخيرين إلى برنامج خصص للأغنية المغربية في الإذاعة الوطنية وكان من بين المتدخلين عبد الهادي بلخياط وتحدث عن التوزيع الجديدلأغانيه واعتبره دون مستوى الأصل ومع ذلك يقوم به!. والسبب واضح هو الربح المادي، ولنكن صرحاء هو أن بعض فنانينا لا يقدِّرون ما خلدوه من أعمال رائعة ويعبثون به، ويشوهونه لسبب بسيط هو أنهم جشعون من جهة، ومن جهة ثانية لأنهم دون مستوى استيعاب قيمة ما أنتجوه.. والسبب بسبيط جدا هو أن الذين كانوا وراء إبداعات هؤلاء أناس رائعون ..ولو قدر لهم أن يعيشوا-عبد السلام عامر، إسماعيل أحمد، إبراهيم العلمي، الحسين السلاوي- إلى الآن بين ظهرانينا لما قبلوا أن يسمعوا القمر الأحمر أو الشاطئ أويالي صورتك وهي تمسخ وتتحول إلى أغنيات لا طعم لها، ولا قبلوا بأن يترامى ناقصوا الإبداع والموهبة على أغاني للمرحوم إسماعيل أحمد و إبراهيم العلمي والحسين السلاوي وهلم جرا..إن التوزيع الجديد هو إعلان صريح على نضوب معين الإبداع عندنا، وعلى فشل من ابتليت به الساحة الفنية في إبداع أغاني جديدة….نتمنى أن يترك هؤلاء الدرر الغالية التي أبدعها أسلا
فهم وأن يبدعوا -إن قدروا-أعمال تخصهم …وما أظنهم بقادرين

السلام عليكم
السيد درويش
في مداخلتك بعض النقط المعقولة، لكن ألا ترى معي أنك تعمم و تتحدث بالمطلق لا النسبي
لكن أنا شخصيا أحترم فيك غيرتك و حنقك على ما آلت إليه أحوال الموسيقى بالمغرب، مع أنه يوجد شعراء جيدون و ملحنون مبدعون و موزعون موسيقيون رائعون، و لا تنقصنا إلا الإرادة و التشمير على السواعد و الإيمان بنظام العمل الحر و بذل المجهود
الإرادة و الطموح كلنا ما ينقصنا يا سيدي درويش

حقا إخوتي, فمطرب متألق و مشهور لا يحتاج إلى إعادة توزيع أغانيه ليفرض نفسه على الساحة الفنية. فالميسترو عبد الهادي بالخياط يكتفي بنبرات صوته القوية, ما شاء الله, ليجعل من أي كلمات شاعر, تحفة فنية. فالجمهور يتطلع إلى الجديد الراقي و ليس إلى مسايرة النمط السريع لأغاني الكليبات الباهتة. إدا كنا قد مللنا من هدا النوع من الأغاني, فأقل ما ننتظر من مطربينا الناجحين هو الحفاظ على طابعهم الغناءي الدي عرفوا به. فالأغاني الكليبات تتملص تدريجيا من الإيقاعات العربية و تقتبس إيقاعات غربية, غير محببة. لهدا فمهمة الفنان تندرج كدلك في الحفاض على الهوية الثقافية, في إيطار المحافظة على الإيقاعات الفنية و عدم إهمالها من أجل الربح المادي. فأغنية أنت عمري لكوكب الشرق بتوزيع جديد و سريع لا طعم لها

إن الطرح المقدم من طرف الأخت فاطمة هو صحيح بنسبة كبيرة إذا ما أخذنا بعين الإعتبار ما أصاب بعض الأغاني من ابتداع وتشويه من جراء إعادة التوزيع ،بل وحتى من جراء تسجيل أغاني قديمة كانت في الأصل تغنى بصوت ذكوري وتم غناؤها بصوت نسائي أو العكس ،

إلا أن هذا الطرح قد لا يكون صحيحا إذا كانت الغاية هو إنقاذ بعض الموروث الغنائي الذي يفتقر أصلا للتسجيل أو يتوفر على تسجيل رديء يجعل المستمع ينفر من سماعه رغم أن موضوع الإستماع يتعلق برائعة ما.

ولكن هنا وفي عملية إعادة التسجيل يجب احترام جنس المطرب الأصلي وعدم التصرف الفني في الموروث بإعادة التوزيع ، حتى يكون بحق الغرض هو الحفاض على الموروت وليس العبث به .

السيد أوبالاك المحترم؛
إن الأغنية المغربية تعيش أزمة فعلية نتيجة لعوامل كثيرة أجملها –لضيق الوقت-في نقطتين اثنين:
أولاهما) رحيل جيل بأكمله من الرواد: البيضاوي، عامر، الراشدي، إبراهيم العلمي، إسماعيل أحمد، المعطي بنقاسم، محمد فويتح، عباس الخياطي، محمد الحياني، الحداني، الجائي، العلمي، وجيه فهمي صلاح… وانسحاب فريق آخر إما لأسباب صحية كمحمد بن عبد السلام، عبد الله عصامي، العربي الكواكبي، أو لأسباب أخرى كعبد القادر وهبي، حسن القدميري، حسن المفتي، الباتولي…..
ثانيهما) غياب اهتمام واضح بمجال الأغنية وصانعيها، فلم تتجرأ أي سلطة وصية على الدعوة لمناظرة وطنية-على غرار ما وقع في ميادين أخرى- لتشخيص العوائق الفعلية التي تحول دون مواصلة الأغنية المغربية لمشوارها وألقها الذي عاشته من ستينيات القرن الماضي إلى ثمانينياته. وخلق دعم فعلي للأعمال الجادة تأليفا ولحنا وأداء، وإبعاد كل ما من شأنه أن يسئ لهذه الأغنية…فلا يعقل أن تظهر نقابات كثيرة كلها تدعي الدفاع عن الأغنية المغربية همها الوحيد هو التباكي على وضعية الفنان وتغطيته الصحية …وكل واحدة منها تطعن في شرعية الأخرى وتدعي أنها هي الوحيدة الممثلة للفنانين، ولا واحدة منها قدمت برنامجا عمليا لتطوير الأغنية المغربية، أقول ولا واحدة تحدثت ولو باقتضاب عن الأغنية المغربية ومآلها…فباتت هذه النقابات محترفة في الاستجداء والتنابذ والبحث عن الإعانات باسم الأغنية التي غيبتها أصلا من برامجها.
إن موضوع توزيع الأغاني بطريقة جديدة له ارتباط قوي بما سقته أعلاه، وأجزم القول: إن إعادة توزيع جديد لأغاني سالفة هو إعلان صريح بالفشل، ورفع للراية البيضاء، ونضوب لمعين هؤلاء الموزعين-لا أقول الفنانين- إن إعادة التوزيع تعني أن « الفنان/الموزع » لم يستطع أن ينسي جمهوره أغاني الأمس لأنه دون مستوى إبداعها…كما أن توزيعه الجديد يجني على موروث محفظ ومسجل وفي ملك الغير ظلما وعدوانا….أسألك أخي هل استمعت إلى الشاطئ بتوزيعها الجديد؟ للقمر الأحمر.؟ لخفة الرجل؟ ليالناسي؟ وهلم جرا…إنها جرائم ارتكبت في حق هذه الأغاني ومن ثمة في حق أرواح مبدعيها عامر، العلمي، إسماعيل أحمد، الراشدي….هل سمعت كيف قتل السانتيتيزور ناي عبد الحميد بنبراهيم وعود الطنطاوي وكمان الشجعي…وهل أعجبك الصخب الذي أوقعته الآلات الغربية- المنافرة لربع المقام -التي جنت على هذه الأغاني…أعْجَبُ لعبد الهادي بلخياط الذي صرح علانية بان التوزيع الجديد لأغانيه رديء… ومع ذلك يلتجئ إليه …..إنني أحترم عبد الهادي بلخياط كصوت جميل وقوي ولكنني لا أحبذ ..سلوكه المقاولاتي….ما معنى أن تذم الشيء وتقوم به وتقول الله غالب…إن عبد الهادي يتذكر الليالي الطوال التي قضاها عامر في تلحين هذه الأغاني وكيف كان حريصا على ألا يسقط في الفوس نوط، وهاهي أغانيه الموزعة بطريقة جديدة كلها في الفوس نوط…
لنتصور إسماعيل أحمد رحمه الله يستمع لأغانيه وهي تؤدي بطريقة قريبة من أداء أجواق الأعراس، يرتزق بها من ظل الطريق وتجنى على الفن…ونفس الشيء أقوله عن السي إبراهيم العلمي…
إنني لا أقدس الجيل السابق وليست عندي عقدة الرضوخ لحكم الأموات، ولا أعيش في جلبابهم…ولكن على من يسمي نفسه مغنيا(أو مطربا) أن يحترم إبداع الآخرين ….وأن يبدع من عنديته ويترك إبداع الآخرين دون تحريف أو تزوير…وحتى في حالة بلخياط الذي أعاد توزيع أغانيه…فإننا نهمس في أذنه قائلين له صوتك جميل وعندك في هذا البلد شعراء وملحنون شباب.. إذن دع عنك ما بناه الرواد لك في لحظة إبداع احتراما لهم ولذكراهم ولأستاذيتهم…
هذا هو الوفاء الذي تحدثت عنه السيد بلخياط سنة 1993 عندما غنيت أغانيهم في سهرة رمضانية ذات ليلة…
إننا فعلا أمام بؤس شديد للأغنية المغربية….
للحديث بقية….أخوكم عبد اللطيف درويش…

في ظل هده الأزمة التي تعاني منها الأغنية المغربية, تحية إجلال و تقدير إلى المطربين الشباب الدين يكافحون و يجتهدون من أجل رفع مستواها

أصدقائي الكرام يشرفني أن أدلي بدلوي في موضع النقاش أعلاه لأول مرة بهذا المنبر العزيز
أنا متفق مع جل الآراء التي كتبت بشأن إعادة أغاني الرواد و توزيعها بشكل شبابي إن صح التعبير
و أصدقكم القول بأن أغاني بعض الرواد للأسف ليست كلها في مستوى الإبداعات التي رسمت شهرتهم و مجدهم في قلوب الجماهير
و خصوصا الأغاني التي أبدعوها في العقد الأخير عندما خضعت الأغنية المغربية لمنطق السوق
بمعنى أن هؤلاء تقاعسوا عن خطهم الإبداعي القوي و ركنوا إلى رسم جمل لحنية متواضعة يخصون بها طابورا من الأصوات خاصةو النسوية منها التي تتسلح بأشياء أخرى غير الموهبة و التميز
أصوات كانت تسعى إلى تسجيل تعامل تاريخي مع رواد في أواخر محطات العمر مقابل مبالغ مالية مغربية لمآرب ليست خافية على أحد
هنا سقط بعض الرواد في فخ الخصاص المادي و لم تطاوعهم موهبتهم كما السابق ليقدموا أعمالا تضاهي ما حببهم لدى الجمهور و ما ركز مكانتهم في سلم النجومية
فجاءت أعمالهم خالية من الروح و ما أدراك ما الروح
قد يقول البارك اللله يحسن العوان و ما حاس بالمزود غير المخبوط بيه
لكن للفن مهابته و قدسيته التي تعادي رخص العطاء و تنفر العمل المرتجل و الصنعة التي لا تضع نصب أعينها مصداقية الفنان قبل مصداقية الفن نفسه
لنا ثقة كبيرة في شبابنا الموسيقيين إذ عندنا و لله الحمد طاقات كبيرة في هذا المجال نسأل الله أن يوفقهم حتى يرفعوا راية الموروث المغربي إلى الأعالي
آمين يا رب العالمين

السلام عليكم
إسمح لي أن أناقش معك هذه النقطة بالضبط و هي مربط الفرس و أصل الداء و هي التي أشرت إليها بــ
فلم تتجرأ أي سلطة وصية على الدعوة لمناظرة وطنية-على غرار ما وقع في ميادين أخرى- لتشخيص العوائق الفعلية التي تحول دون مواصلة الأغنية المغربية لمشوارها وألقها الذي عاشته من ستينيات القرن الماضي إلى ثمانينياته. وخلق دعم فعلي للأعمال الجادة
لماذا نحن دائما كفنانين مغاربة ننتظر المهدي المنتظر، و نحب أن نتسول العطف و الالتفاتة؟ مع أن الفن ميدان يحتاج إلى المبادرة الفردية و الجرأة و التشمير على السواعد، الفن عمل حر يقتضي شجاعة و عزم و توكل، لا إلى عطف و حنان الغير، الفن محتاج لفتح أبواب الرزق بصفة شخصية و ليس إلى وصاية أو احتواء أو مصادرة، الفن ضد قرارات و تنظيمات القطاع العام، فالفنان ليس موظفا لدى الدولة مع أنه مع الأسف واقع بعض فناننينا الموظفين، يثبت العكس ، فتكاسل الفنانون الموظفون الذي أحيلوا على التقاعد من أسلاك الإدارة قاموا بالقياس على ذلك فتقاعدوا عن العطاء، كأن الفن لا يعدو أن يكون مجرد وظيفة مؤدى عنها، مع أن الفن محتاج إلى الحرية و تحرك مؤسسات إنتاج خاصة عبارة عن شركات ذات شخصية معنوية خاصة، تنتج، تبيع، فتؤدي بما باعت من منتوجات فنية، أجر كاتب الكلمات الذي لازال يتسول حصته من الأجر من الملحن أو المغني، و تؤدي أجر الملحن الذي ينتظر يسر المغني، و تؤدي أجر المغني الذي ينتظر عطف المنتج أو قبول عمله لدى سلطات الإذاعة و التلفزيون، ليس العيب في السوق أو الجمهور، العيب و كل العيب حسب منظوري الشخصي، في عقلية المبدع و طريقة عمله المتواكلة، فتخاذله و تكاسله و تقاعسه مصيبة المصائب، و لنا في مصر و الإمارات و بعض دول الخليج الأسوة الحسنة، لأن هذه الدول آمنت بكون الفن رسالة و صناعة ترفيهية و فرجة و تحقيق متعة مؤدى عنها، تشجع كل ألوان الشعر الغنائي و جميع أساليب التلحين، تماشيا مع أذواق الناس و تغير الزمان، و لا تحنط نفسها في زمن عبد الوهاب و الست أم كلثوم، فهي توفي هؤلاء العمالقة حقهم، و في المقابل تشجع الحداثة و التطور، يا سيدي إنني أكررها دائما، نحن في عام 2008
و لكل ميدان فرسانه و لكل وقت آذان
و الله أعلم

السلام عليكم
فعلا السيد عاطفي، أجبتم فاصبتم، فأنتم من أهل مكة و أنتم أدرى بشعابها
و ما ورء كلامكم من كلام
و الله الموفق