عباس الخياطي
في بداية الثلاثينات من القرن الماضي بدأت تتبلور في المغرب حركة نغم جديدة. تذكرنا بمثيلتها في مصر على عهد سيد درويش. تنشد لنفسها الحداثة والتمايز عن الموسيقى التقليدية. بشقيها الشعبي والأندلسي. دون أن تقفز على الرصيد الزاخر لهذا التراث الأصيل. بل وظفته في إبداع روائع أغنية مغربية حديثة. سميت منذ نشأتها « بالأغنية المغربية العصرية » تناغمت مع الأنسام المشرقية التي هبت عليها بفضل انتشار الحاكي. ثم على أمواج الأثير مع ظهور الإذاعة. فأثرت فيها تأثيرا واضحا. في هذه الفترة تشبع المرحوم عباس الخياطي بهذا المحيط الموسيقي العصري والأندلسي حيث تميزت أعماله بالطابع الأندلسي. إذ اعتمد على طبوع وميازين الموسيقى الأندلسية في وضع ألحانه. ومنها: « منية الروح » « رقصة غرناطة » « منك وإليك ». « فجر الأندلس » « ليالي إشبيلية ». عتاب » « غزلان البيد » « دعا القلب داع » « الجمال الساحر ». اشتغل في التدريس الموسيقي بالمعهد الموسيقي الوطني بالرباط. وبالمعهد البلدي للموسقى والرقص والفن المسرحي بمدينة القنيطرة الذي أسسه بنفسه. وكان أول مدير له منذ 1966 إلى أن أحيل على المعاش سنة 1984. ودرس به مادة الصولفيج. والموسيقى النظرية وطرب الآلة الأندلسية. وعاش عباس الخياطي بين 1920 و 8 شباط (فبراير) 2004. وكان نموذجا للفنان المتميز بنكران ذات عالية وعطاء وفير أثرى المكتبة الموسيقية للإذاعة المغربية بالكثير من التسجيلات القيمة. دون أن تنال حظها الكافي من البث.
وكان ممن عين بفرقة الخمسة والخمسين بأمر ملكي. عبد السلام الخياطي الرفاعي. أحد أبرز أعلام الموسيقى الأندلسية بالمغرب. وهو والد عباس الخياطي والغالي الخياطي وكلاهما يعد من أقطاب الأغنية المغربية العصرية التي جاءت متميزة عن الموسيقى التقليدية. باعتمادها على الإبداع في التأليف والتلحين والأداء بأسلوب حديث. دون أن يعني ذلك إحداث القطيعة مع الفن التقليدي. بل شكل اللونان الشعبي والأندلسي رافدين كبيرين من الروافد التي نهلت منها الأغنية العصرية. ويتضمن مفهوم التميز الذي نشير إليه مقولتي التمثل والتجاوز. فقد نجحت الأغنية المغربية العصرية. في عهدها الزاهر. في تمثل مختلف المشارب الفنية التقليدية والحديثة. وإبداع فن راق وأصيل في آن معا. بحيث تظافرت الروافد الشعبية والأندلسية وكذا المشرقية بروح عصرية أكسبت هذه الموسيقى سماتها الحديثة. والحداثة بالطبع. لا تعني التغريب. بل الانسجام وروح العصر من منطلق الأصالة والخصوصية. ويرتبط الحديث عن البدايات الرسمية للموسيقى المغربية العصرية. بمبادرة أخرى للملك الراحل محمد الخامس. في بداية الثلاثينات من القرن العشرين. تمثلت في تأسيسه لـ »الجوق الملكي للموسيقى العصرية ». وأسند رئاسته للموسيقار المصري الكبير مرسي بركات. وكانت هذه المبادرة خطورة مهمة لمرحلة جديدة ستشهدها الأغنية المغربية العصرية. وبرز « الجوق الملكي للموسيقى العصرية » كأحسن فرقة موسيقية إلى حدود تلك الفترة. ضمت أمهر العازفين والمطربين. وتألقت من خلال عروضها. في مناسبات مختلفة منها عيد العرش لسنة 1937. وذاع صيتها في مختلف أرجاء المغرب فلمعت بفضل إشعاعه أسماء. أصبحت وازنة في الساحة الموسيقية المغربية. كاحمد البيضاوي. الأخوان الخياطي . اكومي عبدالوهابو وظهر تأثر أحمد البيضاوي اكومي عبدالوهابو واضحا بالأسلوب الشرقي بينما نهل الخياطي من الموسيقى الأندلسية.
محطات من سيرة فنان مبدع
1920 – 2004
1920: ميلاد الأستاذ العباس الخياطي بمدينة فاس حيث رتع من أسرة فنية محافظة عريقة ومشبعة بالفن الأندلسي
1927 :الالتحاق بمدينة الجديدة حيث تابع دراسته الابتدائية
1931 : انتقل إلى مدينة مراكش رفقة والده المرحوم سيدي عبدا لسلام الخياطي احد أعلام الموسيقى الأندلسية آنذاك بغرض إنشاء أول معهد للموسيقي » بدار السي سعيد » حيث تعلم وتشبع على يد والده بقواعد الموسيقى الأندلسية والعزف على آلة الكمان والعود والإيقاع بكل أصنافه.
1938 : شدت الأسرة الكريمة الرحال هذه المرة إلى مدينة الرباط حيث كلف السلطان المغفور له محمد الخامس والده لترئس والإشراف على فرقة الخمسة والخمسين الموسيقية حيث كان أول باكورة فنية للفنان عباس الخياطي هو إنتاج مشترك بينه وبين المرحوم احمد البيضاوي بتلحين أغنيتين كانتا أول لبنة للموسيقى المغربية العصرية، واستمر الراحل عمله بالقصر الملكي إلى أن وافت المنية والده سنة 1942 كأستاذ للبراعم عازف ومطرب بالجوف الملكي إلى حدود سنة 1953 تاريخ نفي الملك محمد الخامس حيث تم طرده من القصر الملكي لرفضه التعامل والعمل مع صنيعة الاستعمار بنعرفة.
1953: استوطن مدينة سلا ومنها شاع وذاع وسطع نجمه في سماء الفن المغربي الأصيل والعصري حيث لقب بموسيقار سلا فابدع في الموسيقى الاندلسية بالتجديد فيها لاقت معارضة من اعلامها الثقليديين واستحسان من طرف الشباب كما لحن وغنى في الموسيقى الامازيغية وابدع في القصيد ويعد احد رواد ومبدعي الاغنية المغربية العصرية تاركا رحمه الله بخزانة الاذاعة المغربية ما يفوق ال250 انتاج موسيقي من ابداعاته قصائد،اناشيد وطنية ودينية ،اغاني وقطع موسيقية اندلسية(التجديد في الاندلسي) ،اغاني عصريةوامازيغية
1966 : استقر بمدينة القنيطرة بعد ان كلف بانشاء اول معهد للموسيقى بهذه المدينة وقضى به مدة عشرين سنة، كمدير واستاذ لعدة الات موسيقية في السنواتالاربع الاولى لهذا المعهد اشرف خلالها على تخرج عدة اطر فاعلة الان في الفنية المغربية
1986 : تاريخ احالته على التقاعد، ولحبه لمدينة القنيطرة وتواجد جل ابناءه بها فضل الاقامة على ضفاف نهر سبو الى ان وافته المنية رحمه الله يوم الاحد 08 فبراير 2004
ستة عقود زاخرة بالانتاج وبالعطاء رغم الاقصاء الذي عاناه ومن انتاجاته
يالغادي مسافر
محلى الصيف محلاه(اداء عبدالوهاب الدكالي)
يا موزع البريد
غير سيرو وسيرو
نحلف لك نحلف لك
ليلتنا زاهية وزينة
عتاب (قصيدة)
الجمال الناعم(قصيدة)
ليلاي(قصيدة من اداء اسماعيل احمد)
القد المياس ( التجديد في الاندلسي)
رقصة غرناطة( التجديد في الاندلسي)
يا غزالا جمعت فيه من الحسن فنون
منك واليك
البدلة الزرقاء
بين الويدان
هلال رمضان
جيش بلادنا
نشيد الجيش
الوحدة العربية
القدس
بقلم:عبد القهار الحجاري- المغرب