أغنية قصيدة يا الساقي كاملة

أغنية قصيدة يا الساقي كاملة بصوت عبد الله الرمضاني نظم سيدي عبد القادر العلمي
متفرقات ملحونية

الورقة التعريفية

إنشاد : عبد الله الرمضاني
نظم : سيدي عبد القادر العلمي

التاريخ : -
في حال عدم اشتغال الأغنية, المرجو
إذا تنبهتم إلى وجود أي خطأ غير مقصود في الورقة التعريفية بالأغنية أو صادفتم أي خلل أو مشكل في تشغيل الأغنية، المرجو منكم مكاتبتنا من خلال صفحة التواصل أو كتابة تعليق أسفل الصفحة وشكرا

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الموقع

(43) عدد المشاركات

.21
karimokarim

karimokarim

…يقول محمد الفاسي في معلمة الملحون جزء1 ق 1 ص 93 ,ـ…من عادة شعراء الملحون ان يعمدوا في اخر قصائدهم الى هجاء شاعر معاصر …الا بالنسبة لثلاثة اوابعة من كبار الشعراء مثل التهامي المدغري و سيدي قدور العلمي ,فلا تكاد تجد لهما هجاء في اواخر قصائدهما.ـ لكن حين نعود الى العديدمن قصائد الشاعران نجد فيها هجاء وسامثل لبعضهاخاصة لعبد القادرالعلمي يقول الشاعر في قصيدة الجافي..ـ والجاحد النحيس حسامه يوم اللطام حافي ـ مركاز البخل و الجهل مع الطمس و الدناقة . و يقول في قصيدة حالف بيمين .ـ بيدي سكين و مهند لا قواسي نشاشب ـ ناوي لجميع من جحدني يصادف من صارمي عذاب. و يقول في قصيدة الساقي موضوع النقاش ـ أويح الداعي الا يذوق فناجل ترياقي اساقي زهلولي.بمخالبه يمزق ذاته تمزيقة ودماه يترك هريق . كم من جاحد راح يشكي من ضربت سغناقي .اساقي ومامن داعي تركت ذاته فالغل حريقة وسقيته سم سحيق…ـ اذن ما محل كلام محمد الفاسي من الاعراب بالاضافة الى هذا اذا كان شاعرنا وليا صالحا و عاش في العفة و العفاف فلماذا يدعوا على شعراء عصره ويهجوهم بهده الحدة و الحقد كقوله يمزق ذاته ودمه يسيح ونسقيه السم ويتمنى لهم لعذاب والطمس , و من جهة اخرى اذا كان في قصيدتي الداليةوالخمارة مجونا و خلاعة فلماذا ياتيناالشاعر بهذه الخلاعة و المجون و هو الذي زار بيت الله الحرام كما جاء في وصفك اياه بالحاج .. ام ان في مجون و خلاعة التهامي وهجائيات العلمي نفحةصوفية لا يراها الا خاصة الخاصة,.. تحياتي لاهل الملحون وعشاق الاغنية المغربية واستميح الاخ عبد الغاني عذرا اذا بدر مني سوء تعبير في مداخلتي الاخيرة.

.22
هاشم العلوي

هاشم العلوي

الأخ العزيز كريمو كريم..حبذا لو وضعتم كلام محمد الفاسي بين قوسين تمييزا له عن مداخلتكم الذكية جدا والتي تنفي القداسة عن ما كتبه أساتذتنا الأجلاء
فأنا أمتلك النسخة التي أشرتم إليها..ولكن غيري قد لا يمتلكها
أخوكم هاشم العلوي

.23
هاشم العلوي

هاشم العلوي

إلى كل الإخوة عشاق الملحون كلمات القصيدة..وأرجو مسبقا عدم مؤاخذتي على ما يعتريها من أخطاء قد ترجع أساسا إلى كوني أعتمد على السمع لالتقاط الكلمات من المنشد الذي قد يغير بدوره كلمة أو يسهو عن أخرى…وسأكون من الشاكرين لو تفضلتم بتصحيح أخطائي وملئ ثلاث فراغات عوضتها بعلامات استفهام لصعوبة التقاطها

الساقي
نظم: سيدي عبد القادر (قدور) العلمي

راح الليل وعلم الفجر**تاك الصبح الراقي يا ساقي
دور على الحضرة فنجلك ** تزيان الموسيقى
————- وازرع للساهي يفيق———–
********
شوف همام الضو**تاكت علومو فالأفاق
انظر لشموسو الباهية**عل الجدار شريقة
————-هزمت سلطان لغسيق————-
وطيار البستان كتسبح**للحي الباقي
فوق اغصان الروض**كتحنن باصوات رقيقة
————-صاح البلبل والغشيق————
صبحات أم الحسن**شاكية للحي الخلاق
بغرام هواها لانها**مولوعة وعشيقة
————بالحب جسمها رقيق—————
والحربل ينشد مايتو**فطلوع اليشراقي
والحداد يجاوبو بماية**وانغام لبيقة
————تسبي الوالع والعشيق————–
***************************
ماس الغصن النايق**وتزخرفت حدايق**وتحقق ظل لوراق
والبستان الباسق**بمياهو تدافق**فدواح غراس لسياق
فاح الزهر العابق**واصبح غرسو رايق**وروات غصانو رقاق
طاب سرور العاشق**ذات الزهو الشايق**يخجل من شوف الرماق
+++
طار غراب الداج والخمر**فالأواني باقي
اهدي كاسك للمليح**واخضع لو بالتبنديقة
————وافهم معناتو وعيق———–
اروي يا ساقي بخمر قمصالك**غصن رواقي
إلى فاض الكاس كل نقطة**فالأرض عقيقة
———–واصفى من در الشريق———
غدر لي تكمل فرجتي**يتحقق روناقي
اترك الخمر وهات لي الصهبا**فالكاس حديقة
———–واملا لي ذاك البريق————
كتب مولانا السعيد ساعد**والشاقي شاقي
لا تستكرب من ذنوب**ولا تتكل عن ثقة
———–مولانا غني شفيق—————
************************
راح الليل ولا بقى**إلا وقت المعانقة**كب أرى وارخي الرواق
بين لشجار الباسقة**ولطيار الناطقة**عمرت بلغاها اسواق
كب الصهبا الخارقة**فالكيسان بنادقة**من زاج بلاد لعراق
تظهر خمرة بارقة**فالأواني شارقة**كلون سحيق الرهاق
+++
سرور الدنيا وزهوها**فالزين والعراقي
والصولة والعز في ركوب**الفرساة حقيقة
————ومع الفضة والوريق————
سعدي زيان وتاك كوكبي**وتنور يشراقي
هذا وقت سعيد كب غدر**ليَ العتيقة
———–لا ترتاشي للرحيق————–
غني باشعار لقدام**واذكر طبع العشاق
متعني بجمال صورتك**ولحاظك لغسيقة
———–ياخَدّْ الورد الشريق————-
بطبايع وسجول والتواشح**من شغل اذواقي
واذكر قصدا أكباح**وبراول فترونيقة
———–من طرز الحبر اللبيق———-
**************************
خلع الداج غساقو**وارخى الصبح رواقو**ولبس حلة الاشراق
دك الحسن وثاقو**ورمى سر مساقو**والزين خلاكو لياق
دار الحب تماقو**لمطرز بسماقو**وخرج لاصحاب لشواق
وآمر عن عشاقو**فخلافو ينساقو**واحيا العهود لوثاق
+++
بمضال وكادات والمزارك**والتاج الراقي
وكداشو ومحافو**راياتو فترقريقة
———–وطبول الحرب الزعيق————
آ ما فاكم من دهاة**وآما زهق من تقي
وآما بعَّدْ من فضال**عن المروة والثيقة
———–وآما عادى من صديق————-
من حربو العصيف تاه قيس**وجابر العراقي
والعبسي لغلام عنترة ** تركو الحب فضيقة
———–وسقاه السم السحيق————–
ولْدابَة للآن تَبَّتْ**قدومو عل الاعناق
ولدابة ما زال سيرتو**عند الناس حقيقة
———–لا حد لحربو يطيق————-
****************************************
آمن درى نتلاقى**بونجلات غساقة**وكيوس مدامي يذوق
واحنا زوج رفاقة**والصهبا دفاقة**فدواخل غمق لغموق
صال بطبع شفاقة**بلطافة وعياقة**يطعن من شوف الرموق
فيك الشوف عشاقة**بوصالك نتراقى**رأفة يا قمر الشروق
+++
وصولك فرجة لمرسمي**ونزاهة لخلاقي
وصولك تفريج للحجا**وصدودك تضييقة
————لخلاك الجسم الرقيق————-
وصولك(؟؟؟؟؟)فكري**وضيا لغساقي
وصولك رافة وصد هجرانك**نار حريقة
————بجمار لظاها حريق————-
إلى تعطف لي نصيب عقلي**ويزول حماقي
وإلى تجفيني تعود روحي**فالذات قليقة
———-والنفس فجسمي تضيق————
لاين طبع الزين عارفو**فنهاية تحقاقي
راكب عن سمحوج الغدر**سالك كل طريقة
———–ما عندو حتى صديق————
*******************
هدر الزين روامقو**وارخى السير السابقو**واحلف عاري لا اتقى
بخيولو وسواحقو**وطبولو وزواعقو**من قابل جيشو بقى
تظهر غير مزارقو**وسيوفو وبناجقو**يطعن ذات اللي لقى
ما قديت نفارقو**بعدن كنت مرافقو**وكيوس مدامي سقى
+++
راكب عن سرتي جواد**شيهانو من لعتاقي
واهمز سمحوجو وسار**خلاني في تشويقة
————نرثي بالدمع الدفيق————
سألتك بالخلاق قلت لو**يا سلطان رفاقي
وقف لي حتى نكلمك**يا باهي الخليقة
———–صدك بيَ ما يليق————-
راقب فيَ وجه سيرتي**وعشرتي وتفاقي
شاهد فيَ وجه طاعتي**وعهودي لوثيقة
———–واحسبني خوك الشقيق———-
هذا حكم الله الغني**الفتاح الرزاق
يا سعدات اللي سعادتو**فالأزل سبيقة
———-ورضاه الحق الحقيق————-
*********************************
من لا يركب ناقة**هيرية سباقة**ما يربى نهج الطروق
من لا يملك طاقة**ما يبرا من فاقة**ولا يدّنّى لسوق
حفظ النظم عياقة**وكياسة وفياقة**يُدرك بحسن لخلوق
والميزان حذاقة**وفراسة ولباقة**شلا يدريوا لوشوق
+++
آويح الداعي إلى يذوق**فناجل ترياقي
زهلولي بمخالبو يمزق**ذاتو تمزيقة
———–ودماه يتركو هريق————
كم من طاغي راح يشتكي**من ضربة سغناقي
وما من داعي تركت ذاتو**بالكي حريقة
———-وسقيتو السم الخريق———–
وما من داعي رهين فغلال**سجاني باقي
أما من هتاف غرتو**الطهجة والتزويقة
———سرطو زخاري غميق———
وسلامي للماهرين (؟؟؟؟)**أهل؟؟؟؟؟؟؟
ما فاح الورد والزهر**بانسامو لعبيقة
———-نهدي لارباب الطريق———-
أخوكم: هاشم العلوي

.24
الراغي عبد الغني

الراغي عبد الغني

السلام عليكم أو تحياتي … أما بعد

لست المحظوظ مثلك فقد ضاعت مني المعلمة منذ ما يزيد عن 20سنة بسبب عدم الاستقرار والتنقلات ، ولقد قرأتها واستوعبتها ونسيت كل ما استوعبته ولقد أشرت سابقا أنك أكثر اطلاعا مني ، وأما عن هجاء سيدي قدور فأنت لم تورد لقسم السابع والأخير بكامله مع نواعرو لتكون الصورة واضحة أكثر واكتفيت بما جاء في ردك …ولي ملاحظة لايجب المرور عليها والأمر يتعلق بكونك جعلت العلمي والمدغري في في كفة واحدة وشتان مابين الشاعرين على كل المستويات …وأما عن كوني أني أعطيت وصف الحاج للمدغري فأنا لا أطلق أوصافا على أحد وكلمة الحاج لصيقة بصاحبها لأنه تحمل مشقة السفر لأداء المناسك …وعموما لا أحد يلزمك أن تعتبر العلمي ورعا وتقيا ، وأنت حر ولا أحد يقدس الأشخاص وإنما تبقى أعمال المرء هي المترجمة الحقيقية لشخصه وشخصيته والشاهدة عليه وفي صدارة شهادات الإجماع، ويبقى الناذر شاذا…أما مابدر عنك فأنت أدرى بنواياك ، ولا حرج فإني أرش الكلام بحلاوة السكر لأستسيغه والسلام عليكم ورحمة الله

.25
karimokarim

karimokarim

تحياتي لاهل الملحون ولعشاق الاغنية المغربية. شكرا للاخ هاشم لرفعك كلمات القصيدة الرائعة الساقي للشاعر الكبير عبد القادر العلمي بصوت المنشد الرمضاني وساحاول ان ارفع ابيات القصيدة كما جائت في المعلمة جزء روائع الملحون في اقرب فرصة بعد ان اتغلب على بعض المعوقات التي اصادفهاحينما احاول ان أميز بين اشطار الابيات و النواعير , وللاشارة فأن هناك بعض الاختلافات البسيطة بين ما كتب الاستاد محمد الفاسي و ما أنشده المنشد وهذا شيء عادي لتعدد الرواة و الحفاظ . وإليك اخي العزيز الكلمات التي وضعت مكانها علامات استفهام.ـ وصالك كمية بحيب فكري وضيا لغساقي. ـ وسلامي للفايزين الارخاخ اهل التحقاق اساقي بالند والعبير و العطرشة بانسام عبيقة مهدية لارباب الطريق.

.26
هاشم العلوي

هاشم العلوي

الإخوة عشاق الملحون ومريدو سيدي قدور العلمي..أعتذر لكم مسبقا عن كلمة صدرت مني وهي « تحليل » وكان قصدي مجرد مناقشة القصيدة بكم ومعكم..أما « التحليل » فهي كلمة كبيرة عَلَيَّ لما تتطلبه من آليات لا أمتلكها؛ منها معرفة الناظم وعصره وظروف حياته ومراحل تفكيره..وحياة السلاطين الأربعة الذين عاصرهم..ومدى صلته وعلاقاته بهم..وانتهاء بديوانه….إلا أن هذا لن يحرمني من حق إبداء رأيي حول النص الذي توصلت إليه من خلال سماعي للقصيدة من إنشاد عبد الله الرمضاني وناظمها هو عبد القادر العلمي أو سيدي عبد القادر(أو قدور) العلمي…لكوني لست من الخاصة أو خاصتهم …بل أنا في أدنى مستوى من عامة العامة…وقد سبق لي أن رفعتُ القصيدة ليستمتع بها عشاق هذا الطرب ..فإذا بي أفاجأ بتدخل الأستاذ والأخ المحترم كسيلة ليصنف غرضها ضمن أغراض « ‘الخمرة الإلهية » فوقف في صفه الأخ العزيز عبد الغني..وأنا العبد الضعيف أرى غير ذلك..
فباسم الله تعالى أبدأ:

في حربة أو (لازمة) القصيدة نجد سيدي قدور العلمي يتنبه إلى قرب زوال الليل وبداية بزوغ الصبح..فينادي ساقيه ويطلب منه أن يدور على الحاضرين بفناجيله (كؤوسه) لأن بهذه الكؤوس تحلو الموسيقى…إذا سلّمنا جدلا بأن الشاعر وحضرته قضوا ليلتهم في التهجد والعبادة إلى أن بزغ الفجر بعلاماته التي سيطنب في ذكرها فيما بعد..ألم تكن ليلتهم كافية لاحتساء « الخمرة الإلهية »؟؟ هل كان في حاجة ملحة لمناداة « ساق » ليجود على الحاضرين بكؤوس من هذه الخمرة؟؟ومن يا ترى يكون هذا الساقي؟؟الخمرة الإلهية معنوية تسكر متذوقها روحيا وليس ماديا..والسكر هنا عبارة عن علاقة وجدانية صرفة بين اله »صاحب الخمرة » والمتصوف الزاهد..فما الحاجة إلى هذا الساقي وأوانيه؟؟قد يجيبني أحدكم بالاية الكريمة »يطوف عليهم ولدان مخلدون بأكواب وأباريق وكأس من مَعين.. »وأقول بكل بساطة إن المشهد هنا يتعلق بحالة المومنين الناجين في الجنةوليس بالمتصوفة الباحثين عن مكان لهم هناك..بزهدهم وتصوفهم..ثم لاحظوا معي أيها الإخوة غاية سيدي قدور العلمي من طلبه الساقي إدارة الكأس على الجلاس أو الحضور (فنجلك تزيان الموسيقى) أي في فنجانك أو كأسك ستحلو الموسيقى..عجبا للشاعر كيف غاب عنه أن الخمرة الإلهية تنسي في كل ما هو دنيوي بما في ذلك الموسيقى التي لم يرد ذكرها في القرآن الكريم ولو مرة واحدة على علمي..واختار أن يشنف أسماعه بالموسيقى وهو المتصوف الزاهد الورع التقي…بدل الحضور بين يدي الله والرقي والسمو بفعل السكر الإلهي إلى درجات الإشراق والاستشراف والتجلي التي يستهدفها كل متصوف زاهد….سبحان الله ..وإلى اللقاء مع التتمة غدا بحول الله
أخوكم: هاشم العلوي

.27
هاشم العلوي

هاشم العلوي

قصيدة « يا الساقي » » (تابع)
القسم الأول لا يعنينا كثيرا لأنه لا يمس بطريقة مباشرة موضوع نقاشنا؛ فهو يتضمن وصفا لطلوع الفجر وإشراقة الشمس التي هزمت جيوش الليل..وكيف تجاوبت الطيور بألحانها وترانيمها مع هذا المنظر البهيج……ثم ينتقل في بداية القسم الخامس إلى وصف بستان بأشجاره ووروده وأزهاره وعبيرها….. وقد يرى البعض أن ما تقدم يدخل في صميم التصوف لأنه يشمل ذكرا لآيات الله وخلقه وليكن ذلك

ولكن تعالوا معي لنتأمل الباقي من القصيدة بدءا من قول سيدي قدور: طار غراب الداج**والخمر فالأواني باقي….فما عساها تكون الخمرة المتبقية في الأواني آخر الليل؟؟والأخطر من ذالك أن شاعرنا الكبير يطلب من الساقي أن يهدي كأسا منها « للمليح »وأن يخضع له ب »التبنديقة »أو الركوع في المفهوم العامي..ولا يكون الخضوع والركوع إلا لله عز وجل..فمن هو المليح الذي يطلب الشاعر أن تهدى له كأس من الخمرة؟؟ الخمرة الإلهية تستسقى من الله ولا تسقى له عزت ذاته عن ذلك…فالخمرة هنا خمرة دنيوية مما تحويه الدنان والأواني..وما المليح إلا أحد الحضور في هذه الجلسة الليلية التي تعاقر فيها هذه الخمرة

ويستمر الناظم في الاستزادة من الخمرة من يد ساقيه..ولا بأس إذا ما( فاضت) الكأس..والفعل هنا ليس من الفيض الإلهي إطلاقا..لأن ما يفيض من هذه الخمرة لا يستقر في النفس بل على الأرض فيرى فيها سيدي قدور ما يشبه العقيق والدر….بل يطالب ساقيه أن يُغَدّرََ له الكأس أي أن يملأها كما تملأ المياه الغدران..ولماذا؟لكي تكمل فرجته وتتحقق سعادته..وحين يشبع من الخمرة يطلب الشاعر صهباء..والفرق بينهما أن الخمرة حمراء قانية اللون (الروج) والصهباء يخالط حمرتها البياض (الروزي) وقاسمهما المشترك هو الذهاب بالعقل…فهل الخمرة الإلهية فيها أنواع وألوان وأذواق حتى نختار ما لذ لنا منها وطاب؟؟ لنملأ له ذاك  » البريق » إذن

الطامة الكبرى أيها الإخوة هي الآتي: فشيخنا التقي الورع يبرر لنا شرب الخمر ومجالسة « المليح » بما يقال أنه ورد في اللوح المحفوظ من كون الله عز وجل كتب على عباده السعادة أو الشقاء منذ الأزل..فالسعيد سيبقى سعيدا في الجنة (ولو ارتكب المعاصي أو الذنوب) والشقي سيشقى في النار (ولو لم يرتكب المعاصي والذنوب)..بل إنه ينصحنا بأن لا نهتم أو نشعر بالكرب والحزن نتيجة ذنب اقترفناه..ولا نثق الثقة العمياء في ما قد نقوم به من أعمال نظن فيها خيرا ….فالله غني عن حسناتنا شفيق بمذنبينا
كتب مولانا السعيد ساعد**والشقي شاقي
لا تستكرب من ذنوب**ولا تتكل عن ثقة
————-مولانا غني شفيق———
(ويتبع)
أخوكم: هاشم العلوي

.28
هاشم العلوي

هاشم العلوي

الساقي 3 (تابع)

في القسم الثالث أيها الإخوة..يقول سيدي عبد القادر العلمي: راح الليل ولا بقى**إلاَّ وقت المعانقة**كُبّْ َأَرَى وارخي الرواق
يذكرنا الناظم في هذا القسم بأن الليل قد راح وحل محله الصبح..وهي مسألة طبيعية لا يختلف حولها اثنان..ولكن..ما الذي يأتي بعد الليل بالنسبة للمسلم.. أليس وقت صلاة الفجر أو الصبح؟؟؟؟بالنسبة للشاعر فقد تجاوز أو تناسى أو أهمل وقت الصلاة ليعوضه ب »المعانقة »..حتما ليست معانقة الذات الإلهية المنزهة عن كل ذات..بل هي معانقة « المليح » الذي أمر ساقيه أن يهديه كأسا في القسم الثاني من القصيدة..ودليلي على ذلك هو ما جاء من أفعال في نهاية السطر السابق (كب،أرى) وهي استزادة في طلب الخمرة أو ما بدّلها من صهباء..ثم (ارخ) الرواق..والرواق نقولها حتى بالدراجة المغربية وتعني الستار أو (الخامية) الذي يسدل من أعلى إلى أسفل باب البيت أو الغرفة لحجب ما يدور بالداخل عن الأنظار..فهل يحتاج شارب الخمرة الإلهية ..وجليس الحضرة الإلهية إلى التستر عن الأنظار؟؟ وحتى هذا الرواق الذي يطلب الناظم إسداله لا يوجد على باب كهف أو مغارة أو خلوة يلجأ إليها النساك العُبَّادُ المتصوفة…بل عل باب بيت أو خيمة نصبت بين أشجار باسقة وطيور صادحة… لا تقولوا إنها الجنة لأن الله عز وجل يقول في سورة المطففين « وفي ذلك فليتنافس المتنافسون » ….وليس عن ذلك فليتستر المتسترون…..ثم ماذا بعد إسدال الرواق؟ يطلب الشاعر من ساقيه المزيد ثم المزيد من الصهباء الخارقة في منظرها ولونها ومفعولها بالطبع..وهذه المرة يشترط أن تُصَبَّ في كؤوس (بنادقة) أي من صنع مدينة البندقية الإيطالية (فينيسيا) التي كانت مشهورة بالصناعات الدقيقة ومن بينها المصنوعات الزجاجية ..على أن يكون أصل الزجاج من العراق المشهور أيضا برقته وألوانه…وكل ذلك طبعا ليتماهى جمال الخمرة مع جمال الآنية التي تحتويها…يا له من زهد وتقوى وتصوف ..و..خمرة إلاهية
وإليكم أيها الإخوة نظرية سيدي قدور العلمي في الحياة..فهو يختزلها في « أركان خمسة »: الزين+العراقي+ركوب الخيل+الفضة+الوريق=الحياة…إذ يقول
سرور الدنيا وزهوها**فالزين ولعراقي
والصولة والعز في ركوب**الفرساة حقيقة
————ومع الفضة والوريق———-
فكلمة « الزين »إخوتي تستعمل عادة في مغازلة النساء والتحرش بهن بالنسبة لزير النساء..ويستعملها من به غُلْمَةٌ للتحرش بالغلمان أو الذكور..وسيدي قدور العلمي لم يعرف النساء في حياته ولم يطلع على أسرارهن –أو هكذا قيل عنه-..فهل يقصد بذلك أنيسا من الغلمان؟؟حاشى لله ..فهو المتصوف الزاهد القانت ذو القبة…ولكن يبقى السؤال دائما مطروحا وهو: من هو « الزين » الذي يطمئن إليه شاعرنا ويجعله ركنا من »أركان » حياته؟؟؟؟ رجاء لا تقولوا إنها الذات الإلهية لأني أربأ بنفسي وأترفع أن أغازل زوجتي الحلال بكلمة « الزين » فكيف أطلقها على الله عز وجل؟؟ ثم إن كلمة « لعراقي » التي استعملها الشاعر أليست من أسماء الخمرة؟؟فمصدرها من « العَرَق » أي كل ما يُعَرَّقُ (أو يبخر)من بعض الحبوب والثمار لتقطير نوع من الخمور كان معروفا عند العرب وغيرهم منذ العصور الجاهلية إلى يومنا هذا ومن المحيط إلى الخليج ..فمن ليبيا إلى السعودية يعرف بالعرق..وفي تونس يعرف ب »اللكمي »بثلاث نقط على الكاف..وفي الجزائر والمغرب وعند اليهود يعرف ب »الماحيا » أو ماء الحياة..وهذا ركن ثان من أركان « إيمان » سيدي قدور بالحياة والدنيا..والركن الثالث هو ركوب الخيل- وهذا ما أوصانا به الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم-ففيه رموز للرجولة والفحولة في كل ثقافات ومعتقدات العالم-ألا نضع صورا أو تماثيل أو رموزا للخيل في غرف نومنا إشارة إلى فحولتنا كرجال؟؟فأين فحولة سيدي قدور الذي لم يطلع على سر امرأة في حياته؟أم هذه هفوة بسيطة منه؟؟؟؟ الركن الرابع أيها الإخوة من أركان الحياة لدى شاعرنا هو امتلاك الفضة..ليس في حالتها الخام طبعا..فالمقصود منها منتجاتها من أساور وأوان يصلح بعضها للطعام وبعضها للشراب..وهذا ما قد يحلو لسيدي قدور العلمي…فأين الزهد في هذا؟؟ والركن الخامس عند ناظمنا هو الوريق..وهي كلمة محرفة من اللغة العربية وهي « الورق » بكسرة تحت الراء..ومعناها النقود التي ورد ذكرها في سورة « الكهف »……سامحك الله يا سيدي عبد القادر..كدتَ أن تنسيني في أركان إيماني الخمسة
يتبع

.29
هاشم العلوي

هاشم العلوي

الساقي (4) تابع

في خضم جلسته الهارونية –إن صح ما يروى عن هارون الرشيد- يحس سيدي قدور بقمة السعادة والسرور مما يحث فيه الرغبة في المزيد من الخمر المعتق-هذه المرة- ودون إغفال الرحيق
هذا وقت سعيد كب غدر**ليَ العتيقة
——–لاترتى شي للرحيق——-
يطلب الشاعر من ساقيه ألاَّ يغفل عن الرحيق..لم يسبق لي أن رأيت أو سمعت شخصا يمزج الخمرة برحيق الأزهار أو العسل أو ما شابه..فلن يكون الرحيق هنا سوى »ريق » الجليس..إذ ماذا بعد الخمر ووجود المليح وإسدال الرواق والمعانقة سوى التقبيل؟؟ثم تقبيل مَنْ؟؟؟ إذا كان الأمر يتعلق ب »المليح » فقد احتسى الكؤوس التي أهديت له وغاب عن المسرح أو أصبح مجرد قطعة أثرية لتزيين مكان السمر….فالساقي إذن أضيفت له مهمة أخرى غير إدارة الكأس على »الحضرة »…لأنه هو المخاطَب بالأفعال الثلاث (كب+غدَّرْ+لاترتى)..منها ما هو أمر ومنها ما هو نهي..ولا يهم أن يكون ذكرا أو أنثى ما دامت مخاطبة الحبيبة الأنثى بضمير المذكر في الشعر العربي أمرا مباحا……فالساقي أصبح مفتاحا لكل شيء وصالحا لكل الاستعمالات…حتى للطرب والغناء

كأني بسيدي قدور العلمي قد ملَّ أصوات الموسيقى (الإلهية) من حفيف أشجار وأصوات أطيار..وتحول صُداح البلابل عنده إلى صُداع..فطلب من ساقيه أن يغني له (بديلا) من أشعار القدامى ..وحتما يقصد طرب الملحون وطبوع الموسيقى الأندلسية من سجول وتواشيح وأكباح وبراول…دون أن ينسى إقحام التغزل في « الساقي » في قوله
متعني بجمال صورتك**ولحاظك لغسيقة
————يا خد الورد الشريق——
هل هذه هي قمة الانتشاء ب »الخمرة الإلهية »؟؟لا أعتقد
يتبع

.30
هاشم العلوي

هاشم العلوي

الساقي (5) تابع

أيها الإخوة عشاق الملحون..لن أدخل مع الشاعر في الحديث عن ذهاب الليل وبزوغ الصبح من جديد..فقد يصبح الأمر مُملاًًّ..وهذا ما تجدونه في مطلع القسم الرابع من القصيدة..ولا ننسى أن موضوعنا هو البحث عن (نفحة صوفية) في قصيدة يا الساقي لسيدي قدور العلمي..سواء تمثلت في ذكر « خمرة إلهية » وهذا ما لم أعثر عليه لحد الآن…أو إشارة إلى الحب والعشق الإلهيين..وهو موضوع هذا الجزء من المناقشة..فقد شبه الناظم الحب بملك ارتدى أبهى حلله..ليخرج على (رعيته من العشاق) ومعه « مريدوه طبعا » أو حاشيته الذين أمرهم بالانسياق وراءه…وحمل كل أسلحته وطبول حربه….قد يكون هذا الحب أو العشق إلهيا لحد الآن ولكن لاحظوا معي الآتي من كلام سيدي قدور العلمي جزاكم الله ألف خير فهو يقول عن هذا الحب
أما فاكم من دهاة**واما زَهَّقْ من تقي
واما بَعًّدْ من فضال**عن المروة والثقة
————وما عادى من صديق——-
فهو « يفاكم » الدهاة ..أي يخلق في عقول الأذكياء تشويشا وارتباكا..وسيدنا كان من الدهاة….و »يزهق » التقاة أي يجعلكم يفقدون توازنهم…وسيدنا كان تقيا….ويبعد الفضلاء عن المروءة والثقة…وسيدنا كان فاضلا بل ذا « مكرمات »…..فأي « حب إلاهي » هذا الذي يبعد التقي عن تقواه؟؟؟والفاضل عن فضائله؟؟ أليس من المفروض أن يكون العكس هو الصحيح؟؟؟؟؟ألا يكون هذا اعترافا ضمنيا بأنه كغيره من البشر معرض لارتكاب الزلات والخطايا؟؟وإليكم أيها السادة شيوخ سيدي قدور في تصوفه هذا: الشيخ قيس+الشيخ جابر العراقي+والشيخ عنترة…..وأصدقكم القول بأني لا أعرف عن جابر العراقي أي شيء..لكني قرأت أشعار عنترة وقيس فلم أر فيها تصوفا..ولم أقرأ لهما بتاتا مصنفا في التصوف..

يتبع

.31
هاشم العلوي

هاشم العلوي

الساقي (6) تابع

كم وددتُ أيها الإخوة لو أختتم بعجالة مداخلاتي هذه…لكن ما قد تجدوه هنا قد يبرر استمراري في المناقشة
لقد تركتُ (حتى أحمل وزري لوحدي) شيخنا مع « مليح » وساق صالح لكل شيء(السقي+الرحيق+الغناء)..وخمرة وكؤوس وأباريق و….فتأملوا معي الآتي
يقول سيدي قدور:
آمن درى نتلاقى**بونجلات غساقة**وكيوس مدامي يذوق
المد (آ) المتصدر لهذا الكلام أيها الإخوة أداة أو حرف من أحرف النداء ينادى به للبعيد ويمكن تعويضه ب(يا)-مع اعتذاري لأساتذتي في اللغة العربية- و(مَنْ) اسم موصول للعاقل…فعل (درى) من الدراية أي العلم…وكأني بسيدي قدور هنا يستنجد بغيره ممن لهم دراية بقراءة المستقبل-وهوصاحب البركات والمكرمات- ويسألهم عن إمكانية اللقيا بالحبيب…ومن هو هذا الحبيب ؟؟ « بو نجلات غساقة  » أي صاحب العيون السوداء …حاشى أن يكون هو الله سبحانه وتعالى (فليس كمثله شيء)..ألم يكتف بالساقي والمليح والحضور؟؟؟ ولماذا هذا اللقاء حسب سيدي قدور؟؟ ليحتسيا كؤوس المدام..والمدام هنا وردت منسوبة إلى ياء المتكلم (مدامي) أي إنه صاحبها وممتلكها..عصرا أو صنعا أو شراء..فأين الخمرة الإلهية هنا؟؟؟ وما الحالة التي يريدها شيخنا
وحنا زوج رفاقة**والصهبا دفاقة**فدواخل غمق لغموق
كلمة (زوج) أيها الإخوة تعني في العربية (اثنان) لا ثالث لهما..فأين الساقي و »المليح »؟ ليذهبا إلى الجحيم ما دام سيدي قد بلغ منهما وطره ..و من حقه البحث عمن هو أسمى…ولتكن الذات الإلهية..ولكن ما يفسد هذا الفهم هو عبارة « الخمرة دفاقة »…فهل سيتبادل الناظم خمرة مع الله؟؟ ومتى ؟؟في شدة سواد الليل..(غمق لغموق) وهو الذي ما فتئ يخبرنا بأن الليل قد ولّى وحل محله الصبح..إلاّ إذا كان السواد نتيجة إسدال الرواق…….وما يهمني من كلام سيدي قدور العلمي ليس هو وصفه للحالة النفسية التي يكون عليها المحب أو العشيق في حالتَيْ الصد والرضا..فقد تكلم غيره في الموضوع..ولكن….من المعلوم إخوتي أن كل المتصوفة لهم حبيب وحيد منزه عن الصفات –القبيحة على الأقل- ينسيهم فيما عداه.. وسيدي قدور متصوف زاهد ….فتأمَّلوا معي ما جاء في نهاية الجزء الخامس من القصيدة
لاين طبع الزين عارفو**فنهاية تحقاقي
راكب عن سمحوج الغدر**سالك كل طريقة
————ما عندو حتى صديق——–
السمحوج كما تعلمون هو نوع قوي من الخيل طويل الظهر…وحبيب الشاعر إلى قلبه يركب خيول الغدر ( هل هذه صفة إلهية ؟؟؟) حاشى لله…وحبيبه لا يقر على قرار لأنه يسلك –في هواه- كل طريق ويتخذ كل مرة صديقا…
ويحضر الحبيب « المنتظر » بجَماله ورونقه وكل وسائل إغراءاته التي تهزم العشاق…ويقول سيدي قدور
ما قديت نفارقو**بعدن كنت مرافقو**وكيوس مدامي سقى
لكن هذا الحبيب الموصوف بالغدر يركب سمحوجه ويسير بعيدا عن سيدنا ليتركه في شوق ودموع عينيه دافقة…وهل الله « الرقيب » يترك عباده ولو طرفة عين؟؟ فيتبعه الشاعر متوسلا متضرعا بالخالق وبكل ما يتوسل بع العاشق لمعشوقه عسى أن يقف وقفة..أو أن يتراجع عن صده..أو على الأقل أن يتخذ من شاعرنا (أخا شقيقا)…فهل نجرؤ أن نقول بأن الشاعر في خضم « عشقه الإلهي » يريد أن يتخذ من الله أخا شقيقا؟؟؟وهو الذي ( لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا أحد )..لا أظن
وما يثير انتباهي في آخر هذا القسم هو قول سيدي قدور
(هذا حكم الله) الغني**الفتاح الرزاق
لا يوجد في التعبير الموجود بين قوسين أدنى إشارة للاستغفار..على غرار ما نجده عند بعض النُّظَّام الذين يعترفون بأن ما ورد في قصائدهم مجرد تهيئات وتخيلات و »شطارة العقل »….بل هو اعتراف (صريح وليس ضمنيا ) بأنه عاش لحظات قصيدته لحظة لحظة..فهذا حكم الله وقدره وقضاؤه بالنسبة له…فلماذا نقوم نحن بتأويل كلامه؟ وتقويله ما لم يقله
——
القسم السابع والأخير من القصيدة أيها السادة يدخل في موضوع آخر يتعلق ب »الزرب » ولا علاقة له بموضوعنا….لهذا سأتوقف عند هذا الحد من المناقشة وإبداء الرأي
ولكن…..لديَّ بعض الرسائل القصيرة أود رفعها قبل الدخول في أية مناقشة
يتبع إذن

.32
هاشم العلوي

هاشم العلوي

الساقي أخيرا: رسائل إلى من يهمه الأمر
أولا: إلى سكان مدينة مكناسة الزيتون..ومريدي ضريح سيدي قور العلمي
رجاء لا تمنعوني من دخول مدينتكم ..ولي فيها من الأصهار في « للاّ عودة »من أنشد لسيدي قدور وغيره قبل المرحوم التولالي..ولا تهدروا دمي أو تشنقوني على أبواب المدينة أو ساحة « الهديم » حتى أكون عبرة لم لا يعتبر…لأنني بصدد الدفاع عن سيدي قدور العلمي – وقد تختلف الأساليب – أكثر مما تقومون به..وذلك انطلاقا من الاحتمالات التالية
الاحتمال الأول: ألاَّ تكون هذه القصيدة إطلاقا من نظمه..وإنما دسَّها عدو له ضمن قصائده ليقول لنا: هذا هو مثلكم في التصوف..فهو يسكر ويغازل ويقارع الكؤوس مع الغلمان والغواني…..وذلك بغرض تشويه سمعته لدى مريديه

الاحتمال الثاني: هو ما ذهب إليه ابن زيدان مؤرخ مدينة مكناس من كون سيدي قدور قد أحرق مجموعة من قصائده بأمر من أحد السلاطين الذين عاصرهم مما يجعلنا نقف أمام احتمالين: إما أن تكون القصائد المحروقة ذات طابع سياسي هدَّد بزلزلة عرش السلطان…وإما أن تكون إباحية خشي السلطان من تفشيها وسط الرعية ….وقد تكون هذه القصيدة مما استوجب حرقه لولا أنها حُفظت في الصدور واستحال إحراقها

الاحتمال الثالث: لماذا لا نقر ونعترف بأن سيدي قدور بشر مثلنا ؟ يخطئ ويزَلُّ كأي بشر…لهذا شرب وعاقر ونادم ثم ندم عن ذلك وتاب….فنقسم حياته إلى ثلاث مراحل: مرحلة الشباب ومنها يمتح الإنسان – أي إنسان – من لحظاتها بمساوئها ومحاسنها..ليكون قد نظم قصيدة « الساقي » أو « يا ساقي » وما شاكلها من حيث الموضوع في هذه المرحلة….والمرحلة الثانية مرحلة توقُّف وتأمُّل يعلن فيها سيدي قدور توبته كما يتضح ذلك من خلال قصيدة « القلب » من نظمه طبعا….ولتكن المرحلة الثالثة هي مرحلة الزهد والتصوف والتقوى والورع ممثَّلة في قصيدة « التوسل » وشبيهاتها….وبذلك سنكون أكثر موضوعية

الرسالة الثانية إلى الأخ الأستاذ المحترم كسيلة

رجاء ثم رجاء لا تردوا عليَّ بالفرنسية لأني بكل بساطة وصراحة لا أفقه منها شيئا ولو تعلق الأمر بمراسلة إدارية من دار الضريبة ..فكيف لي أن أفهم هذه اللغة وأنا بصدد محاولة فهم « قْصيدة » ملحونية كُتبت باللهجة المغربية الراقية…ولكم أن تردوا عليَّ بما شئتم..ولكن بلغة عربية

الرسالة الثالثة والرابعة للأخوين عبد الغني وكريمو كريم: لي كامل الثقة في موضوعيتكما ..ولست لا بصدد مغازلتكما لتكونا في صفي… ولا بصدد استفزازكما لتكونا ضدي أو ضد أحد…ولكن أناشدكما الله أن تفيدانا بما أوتيتم من معرفة عن هذا الطرب الأصيل بما يخدم موضوعنا..ولكم جزيل الشكر مسبقا

الرسالة الأخيرة للأخت الفنانة خديجة الفقير
لا أدَّعي يا أختي بأنني مثقف..ولكني حاولت في مناقشتي المتواضعة هذه أن أقرأ – تطاولا – ما وراء الأسطر..مستنجدا في ذلك بالبلاغة العربية وما تشمله من تشبيه واستعارة ومجاز وكناية وتورية وتضمين….إلخ..بكل أنواعها….فوصلتُ إلى ما وصلتُ إليه..وهو أن الخمرة الوارد ذكرها في هذه القصيدة ليست إلاهية على الإطلاق…فهل لك رأي آخر؟؟؟

أخوكم: هاشم العلوي

.33
karimokarim

karimokarim

تحياتي لمحبي الملحون و الاغنية المغربية. شكرا لك يا اخي العزيز هاشم على هذاالمجهود, والتفسير المستفيض و الشرح الدقيق لابيات قصيدة الساقي . ولي ملاحظة لابد ان اشير اليها وردت في شرحك وهي ان الشاعر يستنجد بمن يقرأ المستقبل حين قال يا من درى, في راي المتواضع لا اعتقد ان الشاعر يستنجد بعالمي الغيب لان كلمة من قبيل يا من درى قريبة من كلمة نستعملها كثيرا في كلامنا وهي يا مدرى اي هل يا ترى و نأمل بها خيرا ان شاء الله. ومع احترامي لاحتمالاتك فاني لا زلت اميل الى ان الضرورة الشعرية , التي ترى ان الشاعر الفحل هو الذي ينظم في جل الاغراض الشعرية هي التي جعلت شاعرنا ينظم قصائد خمرية وغزلية اسوة بشعراء العربية . تحياتي و اني بصدد الانتهاء من تحليل قصيدة قصة حمان الخربيطي , ولكني تعاملت مع هذه القصيدة باعتبارها قصة قصيرة تجتمع فيها كل العناصر الضرورية لاي عمل قصصي . كالحبكة و السارد و الشخصيات و الزمكان . وقمت بتحيل المتن الحكائي فقط معتمدا على ما ورد في المادة الحكائية المؤلفة للنص و سارفعه فالقريب العاجل ان شاء الله ا وارجوا الا تبخلوا علي ب ملاحظاتكم وتنبهوني الى الهفوات التي سقطت فيها. تحيات كريم .

.34
هاشم العلوي

هاشم العلوي

أخي العزيز كريم
وقفتي على بعض أجزاء قصيدة « الساقي » كان مجرد صدفة ونتيجة استفزاز حقيقي..وهو استفزاز فكري/عقائدي بالدرجة الأولى وحاشى أن يكون أخلاقيا أو شخصيا..وهذا الاستفزاز نجم عن مداخلات الأساتذة المحترمين :أبو تاج..كسيلة..والأخ عبد الغني …فلا داعي للشكر إذن
أما عن مشروعك الحالي والمتعلق بتحليل قصيدة « حمان الخربيطي »فإني أشد على يدك بحرارة وأطلب منك الاستمرار فيه
ولكن….أحذرك من شيء واحد وهو الإدمان…ذلك أن لك من الإمكانيات -ما شاء الله-الشيء الكثير الذي أفتقد جلَّه..لك ذكاء في تناول المواضيع..مواقفك لاتتسم بتبعيّة..حبك عميق لفن الملحون..لغتك سليمة..وصدرك رحب لتقبل الانتقادات والملاحظات إضافة إلى توفرك على مراجع متعددة في هذا المجال..وكلها آليات تؤهلك إلى الخوض فيه بنجاح..وهذه هي الطامّة الكبرى….فما إن تنتهي من تحليل قصيدة ..حتى تشدك الرغبة الجامحة في تناول غيرها..خاصة وأن تراثنا في هذا الفن غني جدا بمقومات القصة والمسرح..الجادُّ منها والهزلي…كان الله في عونك
أخوك: هاشم

.35
almossafir

almossafir

موضوع شيق مشكور أخونا هاشم دمت من الشاكرين

.36
هاشم العلوي

هاشم العلوي

أخي الكريم « المسافر » شكرا على مداخلتكم..وأرجو من العلي القدير أن يجعلني وإياكم من الحامدين الشاكرين والساكرين بالخمرة الإلهية التي يقدمها لنا سيدي قدور العلمي في هذه القصيدى بالضبط

.37
هاشم العلوي

هاشم العلوي

الأستاذ أبو ريم أرجو أن تُمَكّنوا الأخ كريمو كريم من عنواني الإلكتروني…ولكم جزيل الشكر
هاشم العلوي

.38
lamine

lamine

السلام عليكم
الاخ هشام العلوي اني اراك صائبا لان الشيخ قدور العلمي
قصائده الدينية واضحة ولا تحتاج الى تاويل مثل التوسل,الشافي…الشيخ نضم في الخمريات,الغرميات,المديح الديني…الخ هاهي قصيدة اخرى غراميةلازمتها

قامت لعلام بجبين و غرة مبسمة عتنون تحت عيون نايمة
حسنك دون وشام صنع الله الملك العظيم

سير آمن لام ذاتك من ألا جراح سالمة ما طعنوك شفار نايمة
ما بهضوك نيام ما لذغك من الذاغ شيء رقيم
الحب همام بعساكر وابطال زاعمة بمدافع وخيول والرماء
وصوارم والسهام وأنواع القبات والحريم
جاير بحكام غالب مثل الجوع وظماء جراحي ما فها دما
ما خيّب في لطام لن يوقف بنشاشبه زعيم
ما أقوى الأيام بمشاهب ناره مضرمة تقصر طول الملامة
وتعدو الغرام مكسوبة من جملة الخديم
كسب الغرام دايم للخدمة المداومة عن باب الطاعة ملازمة
بالأدب وذمام للكلمة والأمر والعزيم
ارحم ترحام واعطف عن ذاتي المساقمة وأحي روحي بالمراحمة
وانعم لي بالسلام لا تجهل يا قاطع الرحيم
سال الفهام من لا تاب على المخاصمة واحلف بالصلاح والسماء
ما يهجر الارسام ولا يحفيني بحديثه الهميم
قال العلام بحقائق الأهوال حازمة و رضيت بشرط المحاكمة
نقض العهد حرام يا من حبه في الحشا مقيم
سيرة الكرام هي الرافة بالمراحمة والشفقة والمراومة
ما يتحدث بخصام ولا يأتي في سورنا رقيم
زهرت الأيام وصفات سماك المغيمة وحلت وقت الملامة
والميمون أسقام والفرحة للخاطر السقيم
نحن في مقام بين صفوف الأشجار ناعمة وجداول من سلسبيل ماء
الزهر في الأكمام قاموا به عرايس الوسيم
ساقي المدام في الكيسان زجاج عايمة من خمرة صهباء مختمة
ما تحتاج مدام قطرها بغرايسه الحكيم
في غسيق الظلام ودموع الحسكات هايمة جلاس الفرجة محزمة
للآلة وغرام في تغزيل تواشح نجيم
يا ساقي الريام حط كيوسك بالموالمة دور بالصفرة المرقمة
يا حافظ الأقسام متعنا عن صوتك الرخيم
يا كوكب سام الضاوي ليلة مظلمة البدر الضاوي من السماء
شارق تحت الرخام وإلا برق يشيل في البهيم
سالف مظلام وتيوث زباجة مظلمة كأن غراب زبجي مسامة
مخلوقين توام مسمومين يمزقوا الصميم
كمثل الدام شفة عكرية مضرغمة بالمسك الصيني مختمة
والثغر المبسام فايق حسنه بجواهر الوسيم
والقد سهام بين يدين السجيع علقمة خرج يوم الملاطمة
وإلا صاري عام نايح طوله في الزاخر اللطيم
والخال غلام عساس في روضة منعمة ليمينة حربة مداومة
كأنه ضرغام والذي صابه يتركه هميم
صنعة العلام بنقطة فوق الخد رايمة صنعة ربي رافع السماء
ما نزلت بقلام كون الله الدايم القديم
و جعاب روام كوابس للطعن روامة في مكاتب كبار ظالمة
ما تقبل تذمام مولوعة بالقتل الهجيم
والجيد يرام قدام جليبات عايمة عن العفو والطيب قايمة
راتع في لأوهام ماتقراء الأمان ما تقيم
زين العجم والعين الشهلة النائمة وحروفه زينة مسقمة
البياض التام وصف الزين في صنعة احكيم
نهواك غلام في بساط القبة المنعمة خضراء من قواس محزمة
من الودع والرخام وأنواع النقش والرخيم
رخي الأكمام شف أم الحسن ناظمة وعليها الأزهار ناعمة
بلبل حضرة قام عن حس الشارق الوسيم
تسمع اليمام ينشد حلته منغمة بأصوات عجيبة مهمة
وعشيرة الحمام يحنن ويزيد في البغيم
هبت الانسام شف طيور الراخ هايمة والليمون في عجبات دايمة
يوقظ من نام يغنم فرجة ربنا كريم
الحاسد هام والحراز مريض بالعمى حاطت بالعديان نقمة
وكذاك النمام من لا يعتنى خاطره هميم
زدت القدام بقات الدنيا مخممة بين البرد وبين الحمى
نكدها التخمام كل عضاها باقية صميم
يا حافظ الأقسام خذ حروف سرور جازمة بالحسن الوهاج تامة
أسمي يا فهام القافية ظاهرة بميم
نبعث سلام لأرباب الدولة المعظمة هما صحاب الذكر ديما
سادتي الكرام مسكنهم في جنة النعيم
قامت لعلام بجبين و غرة مبسمة عتنون تحت عيون نايمة
حسنك دون وشام صنع الله الملك العظيم
تمــــت بالخير

وسنعود ان شاء الله بالتفصيل الى الملحون الصوفي ورواده ان سمح الوقت
الاخ هشام ارجو ان تتصل بي على العنوان التالي

السلام عليكم

.39
محمد شكري

محمد شكري

تحليل ما شاء الله، لمولاي هاشم، معمق ومركز وبالمنطق العلمي،
بارك الله فيك، إستفدت الكثير من هاته التحليلات المشوقةالرائعة، جزاك الله خيرا
بالمناسبة : هاته القصيدة أتوفر عليها بصيغة الفيديو ومؤداة من طرف نفس المنشد : عبد الله الرمضاني وبجانبة الفنان المقتدر الحسين التولالي رحمه الله، تبتدأ القصيدة بسراابة « الغيبة » الشهيرة.
إذا لم يكن هناك مانع من الأخ المشرف وإذا كنتم تودون تحميل هذا الفيديو الرائع، أضعه لحضراتكم على أحد مواقع التحميل وأحط الوصلة..
للإشارة : الفيديو هذا حجمه أكبر من 15 ميغا وبالتالي لا يمكن إدخاله لموقعنا العزيز هذا
أنتظر رأي الإخوة
وشكرا

.40
almossafir

almossafir

تحية لأخينا العلوي

لا يمكنني إلا أن أعترف بكوني متطفلا على فن الملحون،فمعارفي واطلاعي ورصيدي السمعي منه قليل وقليل جدا إلا ما جادت به الصدفة…إلا أنني أعجبت -حقيقة- بالمستوى العالي للنقاش الذي الذي تستضيفه جنبات هذا النمتدى الرائق خاصة حين يتجاور الشعري بالأدبي بالتقدي..ولدي ملاحظة بسيطة -قد يتيح لي الزمن مستقبلا ظروف تنميتها- وهي موجهة للأخ العلوي وحدود التداخل بين الشخصي والفني في تجربة أي مبدع…ما قصد قارئ كل نص:هل هو السعي إلى محاكمة المبدع وترصده من خلال مكتوبه،ومحاولة لي عنق النص لجعله طيعا لمقاصد التأويل المعد سلفا؟أم أ ن مقصدية القارئ هي الغوص على فنيات وجماليات المقروء بنأى عن واضعه؟بصيغةأخرى هل بالضرورة ينبغي أن نقرأ لشعرائنا وليس لنا بد مسلكين :إما تقديسهما وتحنيطهما والتصدي لكل من يود خبشهم؟أو تجهيزكل أنواع العدة لتجريمهم ورصد كل الأدلة لإدانتهم؟
إن قراءة التراث في معناها الحضاري العام ينبغي أن تنأى عن لغة التطهير ولغة التدنيس إنهي أرادت أنتكون قراءة منتجة ،متعالية عن الذوات،مشرئبة إلى الجمالي والفني والإنساني في أسمى معانيه…
كل التقدير..ولنا عودة


شارك معنا برأيك

إسم كاتب التعليق*

البريد الإلكتروني* (لن يتم نشره)

الموقع الإلكتروني

التعليق*:

بالنقر على أرسل التعليق فإنك توافق على ميثاق الموقع مع احترام جميع بنوده