إنشاد : عبد الله الرمضاني نظم : سيدي عبد القادر العلمي
التاريخ : -
في حال عدم اشتغال الأغنية, المرجو
إذا تنبهتم إلى وجود أي خطأ غير مقصود في الورقة التعريفية بالأغنية أو صادفتم أي خلل أو مشكل في تشغيل الأغنية، المرجو منكم مكاتبتنا من خلال صفحة التواصل أو كتابة تعليق أسفل الصفحة وشكرا
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الموقع
(43) عدد المشاركات
.41
kocila
فصل المقال،فيما قيل من القيل والقال،في سيدي قدور العلمي،عزالرجال.
تجندت بعض الأقلام،سامحهاالله،على أعمدة هذاالمنبر المحترم،وشحذت سكاكينها،موجهة سهام أحقادها،ورماح ضغائنها إلى صدر هذاالشيخ العلامة،الدراكة،النفاعة،الحبر الكبير والعالم النحرير،وتطاولت على حرمته،وكالت له من أقدح النعوت وأقبح الصفات ما يجل عن الوصف،وقالت فيه ما لم يقله مالك في الخمرة.
وحسبنا هنا ليس هو أن نكتب دفاعا عن الشيخ،لا لشيء،سوى أنه أدرى بشؤونه،وقادر عن الدفاع عن نفسه بنفسه(ما عطالة مروزية على زبيب احمر).هذا ولئن غادرنا هذا القطب الرباني إلى دار البقاء،فإن ما تركه من درر ونفائس من صنعة الكلام،تخترق الزمان والمكان،وتبقى صالحة لكل مقام،مهما اعوج الدهر أواستقام.
ومن نافل القول،أن سيدي قدور العلمي،رحمة الله عليه،عاش حياة مضطربة،عانى خلالها من ويلات الغيبة والنميمة،حيث تمالأ عليه القوم،وتشيعوا ضده،وتكالبت عليه الألسن…(ويظهر هذا جليا بالرجوع إلى قصيدته الرائعة:الدار).وكأني به كان يتشوف للمستقبل،ويستحضر معالمه وخباياه،مدركا،تمام الإدراك،أنه سوف يأتي زمن ستستفيق فيه قريش من غفوتها،وتقوم بعض الأقلام الطائشة،من أصحاب الرغبات الجامحة،والأنياب الكاسرة الجارحة،في سادية غريبة،ونرجسية مريبة،لكي تستأسد و تتنمر،وتتطاول،بألسنتهاالسليطة،على شيخ زاهد،يشهد له علية القوم ومن سواهم،بالورع والتقوى.
وهذه بعض النماذج من مأثورات الشيخ،في حق من يغتابونه،نضعها هنا عبرة لمن اعتبر:
« عادو يدويو في ورايا ويشتمو
بكلام اقسى من مبازق و ايباري
فيا خلاو سم الأظفار والأنياب
وين يحضرو يهرننو مثل هوارش
لسون تقول:مرحبا بمجي الأحباب
ووجوه مكنشرة ولاتحمل غاوش
والله ايما بقات حرمة لدراوش
يقيلو ويباتومثل الذياب يعويو
ملوكهوم يطلعو دغيا بغير جاوي
بقلوب اقسى من الحجر و وجوه صلاب
اقفال الهند ما انطرشو بامطارش »
بعد هاته الحلي وهاته النقايات من غرر الشيخ سيدي قدور العلمي رحمه الله،خير ما نختتم به هاته الرسالة،هو قوله تعالى،على لسان نبيه المصطفى الكريم،عليه أفضل صلوات وأحسن تسليم: »ربنا لا تؤاخذهم إنهم قوم لا يعلمون » صدق الله العظيم،وهوأصدق القائلين وهادي المرسلين.
بكل تواضع،العبد الفقير إلى الله: كسيلة.
.42
هاشم العلوي
أخي « المسافر » أعتذر لكم عن تأخير الرد على مداخلتكم لأسباب تقنية سببها الجهاز المترهل الذي أجلس أمامه
ثم لا أخفيكم سرا إن قلتُ لكم بأني ترددت كثيرا في اختيار الصياغة التي يمكن أن أفتتح بها ردي هذا خاصة بعد إقراركم بأن علاقتكم بفن الملحون لا تتجاوز السماع عن طريق الصدفة والصدفة فقط..وقد تبدو لكم المسألة بسيطة وأراها غير ذلك؛ فالملحون ثقافة تتعدى الطرب والإنشاد أو « الغناء »..وهذه الثقافة يتداخل فيها الإيديولوجي/السياسي بالتوزيع الجغرافي للمغرب وما ينتج عنه من اختلاف اللهجات و اللغات المتداولة من منطقة لأخرى..وحين أقول الإيديولوجي فأنا أقصد أن اتجاهات حزبية معينة جعلتني أعتقد -ولستُ الوحيد طبعا – بأن فن الآلة الأندلسي وفن الملحون حكر على( فَّاسة )أي سكان مدينة فاس..وعلى الطبقات البورجوازية المغربية التي تحاول التخلص من تخمتها عن طريق تناول كؤوس الشاي بعد الغذاء والسماع للموسيقى الأندلسية..وقد أسهمت الإذاعة المغربية في ترسيخ هذا الفهم عن طريق إدراجها لموسيقى الآلة على الساعة الواحدة زوالا من كل يوم ولمدة سنوات..وهو توقيت يصادف ما بعد الغذاء طبعا….أو إدراج قصائد الملحون بين الساعة الخامسة والسادسة..وهو الوقت الذي يعود فيه هولاء (البورجوازيون ) من محلاتهم التجارية ومصانعهم…إلخ وكل هذا كلام مغلوط جعل « الشلح » لا يسمع ل »الفاسي » و »العروبي » لا يكترث لما يتغنى به « الريفي »…وقِسْ على ذلك….أما عن أسئلتكم وتساؤلاتكم والتي أعتبر جانبا منها مساءلات فليس لدي الكثير مما قد يشفي غليلكم لأنها أمور تتعلق بالنقد الأدبي – وأنا بعيد عن هذا الميدان الذي له أساتذته ومتخصصوه واتجاهاته التي لا حصر لها – والعبد الضعيف الذي يخاطبكم لا يدعي انتماءه إلى أي اتجاه أو مدرسة نقدية…وكل ما في الأمر أني حاولت الرد على ثلاث إخوة في الموقع انطلقوا من أحكام مسبقة عن « سيدي قدور العلمي » إما استنادا إلى موروث عائلي أو حضري ( نسبة إلى بعض الحواضر )..أو اعتمادا على مؤرخ معين وأقصد به ابن زيدان الذي وصف عبد القادر العلمي بالتقي الورع الصالح….إلخ …ولربما استنادا إلى رسالة للسلطان مولاي عبد الرحمان بن هشام الذي كان أحد » مريدي » شيخنا..بل طلب من الله أن ينفعه ببركاته…وذلك في رسالة منسوبة إلى السلطان مؤرخة ب 26 رمضان 1266 هجرية أي نفس تاريخ وفاة سيدي قدور العلمي…وهذا يثير لدي مجموعة من التساؤلات لا داعي للدخول في تفاصيلها الآن..غير أن الخطأ الذي وقع فيه هؤلاء الإخوة يكمن في أنهم أدلوا بآرائهم وتعقيباتهم بل وأحكامهم المطلقة مصاحَبة مع إدراج قصيدة « الساقي » أو « يا ساقي »….وقد أبديتُ وجهة نظري حولها فقط وليس حول شخص عبد القادر العلمي ..ولربما كنتُ سأتخذ موقفا مغايرا لو أن النقاش دار حول قصيدة « التوسل » مثلا….هذا كل ما يمكن أن أرد به على مداخلتكم أخي « المسافر »فيما يتعلق بهذه القصيدة..أما إن كنتم ترغبون في المزيد من التحاور حول مقصديات النقاد أو الدارسين للإنتاجات الأدبية فاسألوا وستجدون في الموقع من يناقشكم ويرد على استفساراتكم
أخوكم: هاشم العلوي