نعي علي الحداني
|
انتقل إلى الرفيق الأعلى الفنان الشامخ علي الحداني عن سن يناهزالواحد و السبعين سنة. علي الحداني صاحب ‘قطار الحياة’، ومجموعة من الأغاني المغربية، التي ظلت خالدة، وصنعت أسماء بارزة في سماء الأغنية المغربية، من ملحنين ومطربين
وخلال مسيرته الفنية، أعطى علي الحداني الكثير للأغنية المغربية دون أن ينتظر أي مقابل، مما جعله مثالا للفنان الملتزم قلبا وقالبا فعلي الحداني من جيل الرواد الذين أبدعوا ما يسمى بالأغاني الخالدة، التي توارثتها الأجيال مثل رائعة بارد وسخون، التي أداها الراحل محمد الحياني، وقطعة ‘جريت وجاريت’ التي ما زالت تتردد إلى الآن كلما ذكر اسم الفنانة نعيمة سميح، وغيرها كثير من المقطوعات التي استحق بحق أن يدخل بها علي الحداني تاريخ الأغنية المغربية من بابه الواسع
وساهمت القصيدة الزجلية مع علي الحداني، والطيب العلج، وحسن المفتي،فتح الله المغاري ، بشكل كبير، في إغناء خزانة الأغنية المغربية في مرحلة السبعينيات، خصوصا أن طبيعة المرحلة التاريخية آنذاك كانت في حاجة لهذا النوع الغنائي المفعم بالأحاسيس للتعبير عن وجدان وهموم الإنسان المغربي اجتماعيا وسياسيا
وصنعت أغاني علي الحداني ملحنين ومطربين ارتبطت أسماؤهم بهذا الزجال، الذي تميزت أشعاره بالإحساس المرهف، إلى درجة أن المستمع كان يحيك قصصا حول بعض أغانيه، ويحاول ربطها بما هو شخصي لبعض الفنانين، مثلما حدث مع أغنية ‘ياك أجرحي’ للفنانة نعيمة سميح، فهذه الأغنية حققت رواجا بالغا وأصبحت حديث الجميع، ممن ظنوا أنها أغنية أعدت خصيصا لنعيمة سميح، لكن الواقع هو أن قوة الإحساس الذي يميز أشعار علي الحداني تجعل من أغانيه تعبيرا حيا وصادقا، وأكدت ذلك الفنانة نعيمة سميح عندما سئلت عن حقيقة أغنية ‘ياك أجرحي’، إذ قالت إن تعاملها مع الحداني في هذه الأغنية جاء صدفة، التقته سنة 1975 بمدينة الرباط، وكانت لديه كلمات أغنية ياك آجرحي جاهزة، ولم يكن أعدها خصيصا لها، ولكن عند لقائها به هو وعبدالقادر وهبي طلب منها أن تغني مقطعا من كلماتها فغنته وبعدها اقترح عليها ان تغنيها، فحفظت الأغنية، وبعد تسجيلها أصيبت بمرض فقر الدم دخلت على إثره المستشفى، وهنا تؤكد نعيمة سميح أن إذاعة الأغنية تزامنت مع فترة مرضها، ولذلك اعتقد الجمهور أن الأغنية أعدت خصيصا لها، لأنها تصف معاناتها مع المرض، وهو الأمر الذي جعل ارتباطها بهذه الأغنية ارتباطا شخصيا
يشار إلى أن علي الحداني من مواليد مدينة الدارالبيضاء، متزوج وأب، وهو رجل تعليم سابق وعضو من أعضاء فرقة أشبال الأطلس التي كانت أول فرقة انخرط فيها المسرحي الراحل محمد الكغاط غداة الاستقلال، وكان الكغاط من كبار المعجبين بأزجال الفنان علي الحداني وإنا لله وإنا إليه راجعون
|
برقية تعزية من جلالة الملك إلى أفراد أسرة المرحوم الأستاذ علي الحداني
كلميم28-11-2007 بعث صاحب الجلالة الملك محمد السادس برقية تعزية إلى أفراد أسرة المرحوم الأستاذ علي الحداني الشاعر الغنائي المغربي الذي توفي في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء بمستشفى ابن سينا بالرباط ، عن عمر يناهز71 سنة بعد مرض عضال لم ينفع معه علاج.
ومما جاء في هذه البرقية « بلغنا بعميق التأثر وبالغ الأسى، النبأ المحزن لوفاة والدكم الشاعر الغنائي الكبير، المرحوم علي الحداني، تغمده الله بواسع رحمته وغفرانه ، وأسكنه فسيح جنانه ».
وأضاف جلالة الملك « وبهذه المناسبة الأليمة، نعرب لكم ومن خلالكم لكافة أسرة الفقيد العزيز، وعائلته الفنية الكبيرة، عن أحر تعازينا وصادق مواساتنا، في هذا المصاب الأليم، سائلين الله عز وجل أن يرزقهم جميعا جميل الصبر وحسن العزاء، بعد أن واسينا وعالجنا وترجينا الله أن يشافيه، لكن إرادته عز وجل شاءت أن يختاره إلى جواره، فيتوقف قطار حياته في محطته النهائية لدار الفناء، لتبدأ روحه الطاهرة رحلتها الأبدية في دار الخلد والبقاء ».
وأكد جلالته أن وفاة الأستاذ علي الحداني تشكل « رزءا فادحا في فقدان شاعر غنائي مغربي كبير، مرهف الحس، كان من حسنات الدهر أن جاد على الاغنية المغربية بمثله، حيث سيظل خالدا في سجلها الذهبي، بما فاضت به قريحته، وطربت به ربة شعره من روائع، بوأته عن جدارة واستحقاق، المكانة الرفيعة لأحد رواد الأغنية المغربية الأصيلة ».
وأبرز جلالة الملك أن ذكرى الراحل » ستظل خالدة في وجدان أجيال متعاقبة من المطربين ومن عشاق الفن الرفيع ، باعتبار الراحل الكبير شاعرا ملهما وزجالا مبدعا، طالما رددت كلماته الشعرية الرقيقة أصوات كبار المطربين والمطربات المغاربة المرموقين، إذ تغنت بها ألحانا شجية وأغان عذبة ، ماتزال تهتز لها قلوب الجماهير، لأنها تعكس بصدق خصوصية الأغنية المغربية، التي لنا اليقين في كونها عرفت، بفضل إبداعه، رحمه الله، تطورا نوعيا جعلها في مصاف الأغاني العربية في أرقى مستوياتها. وسيظل شعره الغنائي شاهدا على هذا الرقي في الذاكرة المغربية، ومعلمة في المسار الفني للطرب المغربي، الذي يستحق كل تقدير وإعجاب ».
وأضاف جلالته « وإننا إذ نشاطركم أحزانكم في هذا المصاب الجلل، لندعو الله العلي القدير لكم بالصبر والسلوان، وأن يتقبل فقيدكم في عداد الصالحين من عباده، المنعم عليهم بالنعيم المقيم، فضلا من الله، والله ذو الفضل العظيم ».
عن وكالة المغرب العربي للأنباء
|
صورة مع بعض الزجالين من حفل تكريم الراحل في مدينة المحمدية
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الموقع