اللهم بجاهك و جاه نبيك الكريم محمد شفيع أمة الإسلام
اللهم بحق هذه الليلة المباركة التي أنزل فيها القرآن الكريم
اللهم بأجر كل قام ليلة القدر هته إيمانا و احتسابا
اللهم استجب لنا دعوات أسلافنا الشيوخ الأتقياء الذين قصدوا باب لطفك يوم كثرت الزلات المعاصي و صمت الآذان و الأفئذة عن ذكر الهدي و الهادي و المهتدى
فهكذا أرخ الناظم فصيح الأشعار الحاج أحمد الغرابلي وضع عصره
بقصيدته اللطفيه بقوله
..
تأمل يا إنسان ما وقع فالزمان
أنا و أنت للآن ف لقفر تايهين
ما جنبنا عصيان ما فعلنا احسان
ما خالفنا شيطان ما احسنا يقين
مضى لعمر خسران و انصرف بلبيان
شوف الشيب إلى بان يفكد الراحلين
..
اللهم شد أزرنا بلطفك و رحمتك يا ذا الجلال و الإكرام
..
يا لطف الله الخافي
لطف بينا فيما جرات بيه القدار
يا نعم الحي الكافي
كفينا شر الوقت ما نشوفو غيار
يا مول الفضل الوافي
فضلك ما يتنهى ولا تحدو سطار
عجل بدواك الشافي
ورحم ضعف الأمة الغارقة فالوزار
قادر تبلي و تعافي
وتنسخ الشدة بالعفو كما ف لخبار
*/*/*/*/*/
رحمنا يا رحمان يا قديم لحسان
لو اخدت العصيان كلنا عاصين
لولا ضعف الإيمان ما يجور الزمان
ويوليو الطغيان بالقهر جايرين
و المسكين لهيمان فالشقا و لمحان
يتمنى الموت عيان ما وجدها فحين
*/*/*/*/*/
من هم الوقت مفافـي
مايتفرغ لصلا فوقتها شي نهار
تايه فتلول فيافـي
تارة يعثر تارة يطيح بين لوعار
*/*/*/*/*/
بحنا بالمحرمات و المعاصي قوات
وقلوب الناس طغات غافلة على الموت
والعلامات تنبات لورى ما خفات
وقوات الظلمات والمكر و البهوت
قومان صمت و عمات غرهم لحيات
تبعو حب الشهوات فوق سحت السحوت
*/*/*/*/*/
لوراد الله يحافـي
يهلكنا بنواع البلا يعم لقطار
لكن بالجود يكافـي
لوجه عين الرحمة يحد جمع لشرار
*/*/*/*/*/
يا من لطفك موجود عن جميع لوجود
ولا تنقص من جود للشقي والسعيد
أنت الله المعبود لحليم لودود
فضلك دايم منفوذ فالدني و لبعيد
من يتعدى لحدود يوم ضيق اللحود
يلقى فعلو ويعود فالعذاب الشديد
*/*/*/*/*/
وصحاب النهج الصافي
مأواهم الجنة بحورها و لثمـار
شلا نحكي بوصافي
والمحروم الشاقي يذوق صهد لجمار
*/*/*/*/*/
ماعولنا لرحيل ما سلكنا سبيل
وقلوب الناس تميل للطمع والحيال
عاش المسكين ذليل دون علة عليل
والفاجر في تفضيل عند قوم الضلال
لوكان لئيم بخيل تمدحو هل الجيل
ويقولو مرء عقيل من خيار لفضال
*/*/*/*/*
والعالم كل خوافي
يخفض من رفعوه العباد مهما كبار
ويعود مصباحو طافي
وقبرو حفرة من جحيم فيها احشار
*/*/*/*/*/
ما باقي ما يعشاق في زمان النفاق
لا عاهد لا ميثاق توجدو و لا صديق
الوقت صعاب وضياق و عمات الأسواق
لا باركة ف ارزاق خارجين الطريق
الدين اغرب وانساق في جميع الافاق
وهلو فقدوا لرفاق ما بقا مايليق
*/*/*/*/*/
الدم من دمو جافي
وهل المال حراجو على قبيط لعمار
نحكي ما رات شوافي
ما يرفق غني بضعيف خوه أو جار
*/*/*/*/*/
تأمل يا إنسان ما وقع فالزمان
أنا و أنت للآن ف لقفر تايهين
ما جنبنا عصيان ما فعلنا احسان
ما خالفنا شيطان ما احسنا يقين
مضى لعمر خسران و انصرف بلبيان
شوف الشيب إلى بان يفكد الراحلين
*/*/*/*/*
وين سلافك وسلافي
سكنو تحت غموق التراب غاب لخبار
سعد لي جرحو رافي
يخطى ويتوب سريع من صميم لصيار
*/*/*/*/*/
لازمنا الإستغفار فالضيا و لسحار
بالذل و لحتقار و لخشوع لكثير
و نتوبو للقهار كافة ب لجهار
و نقولو يا جبار جبر اللي كسير
و محي عنا لوزار يا عليم لسرار
فضلك شلة يحصار جود عنا بخير
*/*/*/*/*/
و نهاية رمز تحافي
الله يعافينا جميع من د لضرار
بجاه النبي الوافي
محمد تاج المرسلين سيد لبرار
يا راوي خود قوافي
ذكر بيها ناس العقول طيب لذكار
*/*/*/*/*/
والناظم ماهو خافي
الحاج احمد لغرابلي افصيح لشعار
يا لطف الله الخافي
لطف بينا فيما جرات بيه لقدار

أسألُ الأخَ أبا تاج عن معنى كلمة مفافي في قول الشيخ من هم الوقت مفافـي

الأخ الفاضل محمد بن يوسف
..
جوابا عن تساؤلك فيما يتعلق بمعنى مفافي في لطفية شاعر الملحون الحاج أحمد الغرابلي
أقول أن لفظ لمفافي بلسان العامة يقصد به الشخص الغير متزن عقليا و مثله الهبيل و المخلخل و المهبول و المشيون و المليوط و الممسوس و كلها نعوت تقترب في لغتنا الفصحى من المعتوه الذي و إن بعقله خلل فإنه لم يسقط في مهاوي الجنون
فلفظ المفافي حفظته لهجتنا العامية و أبعدته عن اللسان الفصيح
و إذا علمنا أن الشخص المفافي هو من لا يستقر على حال العقل السليم أي أن مداركه ناقصة و هنا أستشهد ضبطا للمعنى بكلمة الفيفاء التي تعني حينا الصخور الملساء و حينا آخر المفازة التي ليس بها ماء ليتأكد لنا من هنا أن شعراء الملحون كانوا يرسخون الكلم على لسان العرب الفصيح
..
و بالرجوع للنص الذي وردت به كلمة المفافي في القصيدة التي بين أيدينا نلاحظ أن المقصود بهذا النعت الشخص الذي دفعته الفاقة الشديدة إلى افتراش حصى الصحاري و صخر الجبال تدفعه لوثة العوز و التيه إلى أن يمني النفس بالرحيل و لا يتحقق له ذلك..
و المسكين لهيمان فالشقا و لمحان
يتمنى الموت عيان ما وجدها فحين
..
يقال في المخبول فاء إلى الفيافي ما أن فاء الفئ
أي أنه يقصد الصحاري ما أن تغيب الشمس لذا سمي المعتوه عند العرب بالمفيوءة التي اشتق منها لساننا الدارج المغربي لفظة لمفافي
و إذا علمنا أن الإسلام يعامل من به عته معاملة المجنون الذي يسقط عنه الصوم والصلاة و ما إلى ذلك من تكاليف الشرع الإسلامي فإننا سنقف بالملموس على أن شيخنا الحاج أحمد الغرابلي إستمد اللفظة من قاموس العرب لا من لسان العوام بدليل نظمه
..
من هم الوقت مفافـي
مايتفرغ لصلا فوقتها شي نهار
تايه فتلول فيافـي
تارة يعثر تارة يطيح بين لوعار
..
أتمنى أخي الكريم أن أكون قد وفقت إلى حد ما في تقريب المعنى المطلوب مع اعتذاري على التأخير
..
الوفي لشجرة الأوفياء
أبوتاج رشيد

شكرا لك أخي الكريم على الشرح و التفصيل لقد كفّيت و وفّيت. و أريد أن أسألك ألا زال الصبية يحفضونها و أمثالها في الجوامع و الكتاتيب مثلما كنتم تفعلون؟
سبحان الله أسألُك و أتمّنى أن تقول نعم
أخوك محمّد بن يوسف

أخي الفاضل محمد بن يوسف
..
جيل اليوم تمادى في غيه و لا يسأل اللطف بالمساجد إلا من أراد بهم الله خيرا
شباب اليوم إلا من رحم ربي هجروا بيوت الله و أصبح الإسلام في عقر داره تهمة تلاحق المؤمن كما وباء الطاعون
لا يسلم بأرض الإسلام إلا من رفع غصن الزيتون
نحن متخلفون إلى الأمام و هم متقدمون إلى الخلف
اللهم اجعل في قضائك اللطف
..
و عن ما صرنا إليه أقول بحسرة
..
فذاك الزمان مضى و انقضى
و هذا لباب الرجا أوصدا
بجيل غرير خبت جذوة
فطال السبات و صال العدى
..
ربنا نسألك حسن المآل
..
رشيد

أجدُ في نفسي أملا بأنّنا سنعود إلى سبيل الرشد بعد أن تهنا في سبل الغي. و متفائلا أقول مستلهما من شعرك

تقاربَ بحرُ القريض فهل
على قرب عودتنا أرشدا

لئنْ دُفِن التبرُ في الأرض عهدا
فيوم الخروج ترى عسجدا